---

محليات

المسلمون مقبلون على حدث عظيم | عبد الأمير الصالحي

الاحد July / 2 / 2023

دون سابق إنذار وقف النبي (صلى الله عليه وآله ) وأوقف معه آلاف المسلمين على مفترق طرق قرب عين من الماء في وسط الصحراء الجرداء الا من بضع نخيلات وتلال  في زمان قائض الحرارة حتى كان أحدهم يتوسل بكه وعباءته وعمته  ليلوذ بهن من حرارة الشمس وذلك بعد عودتهم من موسم الحج والتي سميت حجة الوداع لأنها آخر حجة حجها النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله ) كما أخبر هو بذلك بأبي وأمي .

وقف ذلك الموقف والمسلمون يهمون بالعودة الى ديارهم في ربوع الجزيرة العربية وما جاورها من الاقطار وهو في حيرة لماذا هذا الموقف ولماذا في هذا الوقت ولماذا ولماذا كثيرة هي التساؤلات التي دارت في عقول الجمع وتناقلتها ألسنتهم، وما هي الا ساعة واذا قد بان بياض إبطيه رافعا يده (صلى الله عليه وآله) – على حدّ تعبير الروايات – ويده بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام) وصوته عاليا لإيصال رسالة السماء بندائه السماوي ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) فسجل من يومها التاريخ الحدث الأكبر والمشهد الأعظم والملحمة الخالدة التي توّج بها الاسلام جهود النبوة والرسالات السماوية بتنصيب علي أمير المؤمنين( عليه السلام) حاميا وراعيا للرسالة فكان تاريخ الثامن عشر من شهر ذي الحجة اليوم الذي اكتملت فيه الدين والذي رضي الله الاسلام دينا لهذه الأمة.

وها هم اليوم المسلمون من أتباع علي وولده المتمسكون بهذا النداء السماوي يترقبونه ويحيونه في كل عام يتبادلون التهاني والتبريكات والثبات على الدين والولاية لأمير المؤمنين(عليه السلام) ونشر الأذكار وتوزيع الحلوى والهدايا وهو ما تنفرد به هذه الطائفة دون غيرها ولديهم برنامج عمل من الاذكار والمستحبات تقام شكرا لله تعالى على نعمة الولاية التي تحمل أتباع علي من أجلها وبسبب تمسكهم بها القتل والتهجير والتكفير منذ اليوم الأول لهذا الإعلان حتى يوم الناس هذا لا يثنيهم في ذلك ما تعرضوا له على مرّ العصور وما يشهده العالم اليوم من إحياء للمناسبة من ناحية وصراخ المأبونين من ناحية أخرى لدليل على أن الهدف النبوي المنشود قد أتى أكله رغم انقلاب السقيفة وما خلفه في جسد الأمة من تشتيت وتفتيت لقواها ووحدة قرارها.